كان يوسف يعشق المشي في الطبيعة. في أحد الأيام، قرر أن يسلك طريقًا غير مألوف عبر الجبال التي طالما مرّ بجانبها دون أن يكتشف ما خلفها. بينما كان يسير في طريق ضيق، لفت انتباهه حجر ضخم مسحور يبدو أنه يحمل شيئًا خاصًا. كان سطح الحجر مغطى بخطوط دقيقة، تشبه الحروف المبعثرة، ولكن ما لفت نظره هو نمط متكرر يظهر على الحافة، كان يبدو كأنه تكرار لعناصر معينة.
ثم أوقفه صمت غريب، ووجد نفسه أمام شجرة ضخمة ملتوية على أطراف الطريق. عند اقترابه من الشجرة، وجد عليها علامات محفورة بشكل متقن. كانت تظهر ثلاث مجموعات من الأشكال: دوائر صغيرة، خطوط مستقيمة، وأسطوانات. ما جعله يقف بتركيز هو ترتيب تلك الأشكال: الأول كان يظهر خمسة دوائر متسلسلة، ثم جاء خطان متوازيان، وبعدهما ظهرت مجموعة من ثلاثة أشكال متشابكة، بعدها ظهرت أربعة أسطوانات متتابعة، ثم تسلسل غريب لخطوط مستقيمة.
مر يوسف بتفكير طويل وهو يحاول فك رموز الأشكال، وكان عقل يوسف يعمل بسرعة، يحاول أن يفهم أي علاقة بين هذه المجموعات المتشابكة. وشيئًا فشيئًا، بدأ يدرك أن هذه الرموز ليست مجرد صور عشوائية، بل هي تمثل شيئًا أكثر عمقًا، مثل ساعات زمنية أو تتابع معين.
بينما هو يتأمل، تذكر شيئًا عن طريقة قديمة لفك رموز الألغاز التي تعتمد على العدد المرتبط بكل شكل. سحب ذهنه للوراء، وبدأ يحسب الأعداد التي كانت مختبئة في كل مجموعة: خمس دوائر، ثم خطان متوازيان، ثم ثلاثة أشكال متشابكة، ثم أربعة أسطوانات، وأخيرًا خطوط مستقيمة تشير إلى إيقاع مميز.
في تلك اللحظة، بدأ يتضح له أن هذا التتابع ليس مجرد تشويش بصري، بل هو عبارة عن مفاتيح للأرقام نفسها، كل شكل كان يرمز لعدد معين.